معلومات السوريين عن سعر الدولار مستمدة من مواقع خارجية تظهر وتختفي حسب الحاجة

الاقتصاد اليوم:

نقف اليوم عند الارتفاع الجنوني والمفاجىء الذي شهدته سورية خلال الأيام الماضية لسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في السوق السوداء حيث تجاوز سعره خلال ساعات الألف ليرة وانخفض أيضا خلال ساعات إلى ما دون 800 ليرة تاركا حالة من الخوف والهلع لدى المواطنين وسببا للتجار لرفع أسعار السلع والمواد والخدمات بشكل غير مسبوق.

وكسوريين تعودنا خلال الفترات الماضية كلما بدأ سعر الصرف الدولار بالارتفاع السماع من المسؤولين والمعنيين وحتى من الإعلام الرسمي تحميل مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الفيسبوك المسؤولية عن ذلك الارتفاع وعلى أثرها تعقد الندوات وتكثر إطلالات المسؤولين على التلفزيونات لتوعية المواطن السوري لعدم الانجرار خلف تلك المواقع والتطبيقات التي تنشر سعرا وهميا للدولار أمام الليرة.

وقفنا عند هذا المسبب لكن من زاوية مختلفة قد تكون اكثر نجاعة من مجرد التحذير والدعوات وذلك من باب ” أفضح عدوك لتسطيع مواجهته” حيث دخلت إلى تلك المواقع والصفحات والتطبيقات وسبرت ما في داخلها لتكتشف الكثير من الأمور المؤلمة حيث استطاعت تلك الصفحات جذب عدد كبير من السوريين إليها وإقناعهم بأنها المرجع الصحيح لسعر الصرف بينما عجزت صفحات ومواقع المؤسسات الرسمية لدينا بفعل ذلك..!

فعلى سبيل المثال وبسبر صفحات “الأسهم السورية” الثلاث يتبين لدى الدخول على شفافية الصفحة فيها أن القائمين على إداراتها أشخاص يقيمون في تركيا والاردن ولبنان فيما يدير صفحة “سيريا ستوك” شخص من تركيا يساعده ثلاثة سوريين في الداخل، أما صفحة “سعر صرف الدولار” فتدار من لبنان.. ما يطرح إشارات استفهام كثيرة تكون أجوبتها محددة لدى المواطنين غير قابلة للتأويل وهي أن هناك عملية مضاربة تدار من الخارج بهدف الإضرار بالليرة السورية والاقتصاد السوري تستغل فيها العوامل المؤثرة على الأرض لدفع السعر صعودا بهدف التأثير المعنوي السلبي.

وما يثير الشك أن تلك الصفحات تظهر وتختفي حسب الحاجة فحسب المعلومات في شفافية الصفحة يتبين ان بعضها ظهر في عام 2010 واختفى وعاود الظهور في عام 2014 وبعضها الآخر ظهر عام 2016 واختفي ليظهر مجددا في عام 2018 .. ما يؤكد أنها تظهر وتختفي حسب الحاجة ومتطلباتها.

واللافت للانتباه في تلك الصفحات ليس فقط أعداد المعجبين الكثر من السوريين والتي تترواح ما بين 50 ألف مرورا ب357 ألف وصولا إلى أكبرها وهي صفحة الأسهم 660 ألف معجب وإنما بماهية أولئك المعجبين والمتابعين حيث ترى فيها إعلاميين وصحفيين سوريين وأعضاء مجلس شعب ومدراء عامين وقيادين في حزب البعث العربي الاشتراكي نعف عن ذكر اسمائهم الآن.. لأن ذلك ليس الهدف.. وإنما نكتفي فقط بالسؤال ما الغاية ..؟

وجود تلك النوعية من المعجبين في صفحات تدار من الخارج وتوجه أصابع الاتهام إليها دفعنا للدخول إلى الصفحة الرسمية لمصرف سورية المركزي حيث تفاجئنا أولا بقلة عدد المعجبين 21.544 وبأن الكثير من المعجبين بتلك الصفحات الخارجية من مدراء عامين واعضاء مجلس شعب وتجار لم تحظ صفحة المركزي على إعجابهم ومتابعتهم ..؟ باستثناء بعض الصحفيين الأمر يعكس إما وجود خلل ما..!! أو أن القائمين على الصفحات الرسمية للمؤسسات المعنية بهذا الموضوع تفتقر القدرة على جذب اهتمام أولئك المتابعين ما يتطلب الوقوف مليا والتفكر بذلك وأسبابه للوصول إلى تلافيه.

والجدير ذكره اننا إذ ننشر هذه المعلومات التي تفضح الصفحات والمواقع المضاربة المدارة من الخارج من خلال إيضاح حقيقتها أمام المواطنين تؤكد ضرورة مواجهتها بأساليب علمية ومنطقية تقنع الرأي العام وعدم الاكتفاء فقط بالدعوات لمقاطعتها، إضافة إلى قناعتها بأنه لا يمكن تحميلها المسؤولية كاملة عن ارتفاع سعر الصرف لأن هناك عوامل أخرى من حصار وعقوبات اقتصادية تتطلب من الفريق الحكومي ابتكار طرق تخفف انعكاساتها على معيشة المواطن السوري إضافة إلى ضبط تلاعب التجار بالأسعار ومنعهم وأثرياء الحرب الجدد من تهريب القطع الأجنبي للخارج.

كما تنوه إلى أن السعر العادل للدولار إذا حسب عن طريق معادلات رياضية فيجب أن يتراوح بين 550 و600 ليرة طبعا حسب حالة العرض والطلب 


®إنضم لفريق المتميز للتسوق الإلكتروني
ليصلك كل جديد